تجربتي الثمينة والقاسية - الأستاذ ديل كارنيجي

ديل كارنيجي


عندما قدمت لألتحق بالكلية الأميركية للفنون المسرحية , إذ كنت مصمما أن أصبح ممثلا , كانت لدي فكرة اعتقدت أنها ستختزل طريقي إلى النجاح .
وكانت فكرتي أن أدرس مزايا أفضل الممثلين و أكثرهم  نجاحا أمثال : جون دور و والتر هامبدن , ثم أقوم بما عملوه حتى وصلوا إلى مرتبتهم . لكن كانت هذه الفكرة سخيفة و واهية ! إذ علي أن  أمضي عدة سنوات من حياتي أقلد الآخرين قبل أن اكتشف فكرة أكيدة وهي أن أكون ذاتي , و أنني لا يمكنني أن أكون غير ذاتي.

كان يجب أن تعلمني هذه التجربة درسا لا ينسى ...لكنها لم تفعل .....فبعد عدة سنوات , إذ جهزت لكتابة كتاب عن فن الخطابة المخصص لرجال الأعمال فلجأت إلى الفكرة السخيفة ذاتها في كتابة هذا الكتاب : فجمعت أفضل أفكار الآخرين في كتاب واحد و أمضيت سنة كاملة في صياغة هذا الكتاب , لكنه كان مفككا و مملا ولم يلق أي نجاح .
وهكذا ألقيت بعمل سنة كاملة في سلة المهملات  , وبدأت من جديد و قلت في نفسي : ((يجب أن تكون ديل كارنيجي, بجميع أخطاءه و حدوده. ولا يمكنك أن تكون شخصا آخر)) . وهكذا تخليت عن كوني مزيجا من الرجال الآخرين و وضعت كتابا عن فن الخطابة مستوحيا من تجربتي و ملاحظاتي و معتقداتي كخطيب ومعلم ولقي كتابي نجحا كبيرا.


الفكرة:

على الفرد منا لا أن يهمش شخصيته وأن يكون ذاته لأن ذلك ما يميزه .