خمس دقائق حطمتني


في صبيحة أحد الأيام وبينما أقوم بتفقد البريد الوارد الخاص بإيميلات العمل في مكتب شركتنا بجدة،
وصل لي طلب ببضاعة تخص مواد البناء ..

وبعد مدة زمنية كنا نتفق خلالها على شروط العقد والتكاليف والمدة الزمنية وغيرها الكثير، اتفقنا في النهاية على عقد كان مربحه ثمانية ملايين ريال سعودي (تقريبا مليونين ونصف دولار أمريكي).

وفي موعد توقيع العقد واستلام المبلغ المالي،
كنت قد جهزت نفسي وانطلقت لتوقيع العقد مع الزبون وبينما أنا في طريقي إليه اتصل بي على الهاتف، فسألني "كم باقي لك حتى تصل؟"
فقلت له: "عشرة دقائق" ولكن كان يلزمني حوالي عشرين دقيقة !!

كنت أعرف أنه يلزمني عشرين دقيقة ولكن هي في سبيل التخفيف والتلاعب بالكلام،
عند وصولي متأخرا إليه بحوالي 5 دقائق عن الموعد المحدد تفاجأت بأنه رفض توقيع العقد وألغى كامل العملية !!

وكانت حجته أنه كان مرتبط بمواعيد أخرى وأنني أخرته، فرفض التعامل مع شركتنا !!

وبعد مشاورات ومحاورات اخذت مع شركتنا شهر كامل وتخفيض حوالي مليون ريال سعودي (لأن الشركة لا تريد خسارة عميل ممتاز) وافق الزبون على إعادة توقيع العقد ولكن شرطه الوحيد كان عدم التعامل معي وأنه يريد من الشركة فرز شخص آخر للتعامل معه.