كان السلطان نور الدين محمود زنكي كثير الاستخارة وكثير الاستشارة ..
وكانت منطقة دمياط القريبة من حلب قد احتلها الصليبيون وعاثوا فيها فساداً وظلماً وجوراً بحق المسلمين هناك ..
قرر أن يخوض المعركة لتحرير تلك البقعة الإسلامية المهمة ,لكن العدو قوي بعدته وعتاده فأوروبا كلها خلفه والخطب عظيم ..
نزل السلطان محمود نور الدين زنكي عن جواده خلف تل ،وانفرد وحده لا يراه إلا الله !!؟
كان نور الدين يمرغ وجهه في التراب ويبكي ويناجي الله تعالى بدعاء عجيب فيقول:
"اللهم إن هولاء عبيدك وهم أعداؤك (وأشار إلى الصليبيين) وهولاء عبيدك وهم أولياؤك (وأشار إلى المسلمين) اللهم انصر أوليائك على أعدائك .. اللهم انصر دينك ولاتنصرا محموداً من هو محمود الكلب حتى تنصره؟"
وفي أحد الليالي والناس تتضرع لله عزّ وجل والمسلمون والسلطان بحالة كرب شديد لما أصاب إخوانهم المسلمين في دمياط.
رأى أحد العلماء والصالحين في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:
"بشر نور الدين برحيل الصليبيين عن دمياط هذه الليلة"!!
فقال العالم: يارسول الله إن نور الدين رجلٌ مهيب وأخشى أن لا يصدقني فاذكر لي علامة يصدقني بها؟!
قال: قل له بعلامة ما سجدت وقلت اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودا ،من هو محمودا الكلب حتى تنصره؟
وهنا قام العالم في سدس الليل الآخر وذهب إلى نور الدين فإذا به في المسجد يركع كعادته قبل الفجر .. فقال السلطان ما شأنك؟
قال العالم: فقصصت له الرؤية ،وأخفيت لفظة "الكلب" إجلالا له ،فأبى إلا أن أذكر له العلامة كاملة فذكرت لفظة "الكلب" ،فبكى السلطان وصدّق الرؤيا رحمه الله ..
دخل المسلمون المعركة وفازوا فوزا عظيما وانتصروا انتصارا لا مثيل له .. خلاصته: أن المحارب الصليبي الأوروبي كان يباع هو وعتاده ومتاعه ودوابه وسلاحه بـ (3) دراهم في سوق حلب ،من كثر ماغنم المسلمون ،وأسر الأميرين الأوربيين (15) عاما في حلب ،حتى قايض بهم صلاح الدين بعد ذلك في صفقة سياسية بعد أن تولى صلاح الدين السلطة.