يُسيّر جيشاً جراراً لإنقاذ ثلاث نساء



جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار بأوروبا، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، ومن شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم.

فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة ، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان.


وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديداً وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جراراً لإنقاذ هؤلاء النسوة، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جداً ملك نافار وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم ، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل، ونحن ندفع لكم الجزية.
وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات، فقالوا: لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن !!
 فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء.


آثــاره تنبئك عـن أخـباره .. حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله .. أبدًا ولا يحمي الثغور سواه

كُتبت هذه الأبيات على قبره في مدينة سالم، بالأندلس
رحمه الله وطيب ثراه ..