فعل الخير هو خير لك

سقط الشيخ العجوز في الشارع فاقد الوعي، فنقلوه إلى اقرب مستشفى، وهناك كان يردد اسم ابنه يريد رؤيته، وبعد البحث والتقصي احضروا ابنه، قبل أن يلفظ والده أنفاسه.


ودخل الشاب وفجأة مد الشيخ يده الناحلة من تحت خيمة الأوكسجين، فتلقاها الشاب بيده الضخمة الخشنة، وأخذ يردد للعجوز الدعوات والكلمات التشجيعية، وظل العجوز طوال الوقت ممسكاً بيد ابنه، وابتسامة الرضى تملأ وجهه رغم آلام المرض.
وكلما حاولت الممرضة أن تطلب من الشاب أن يرتاح قليلاً، كان يرفض، وظل ساهراً معه طوال الليل.


وعند اقتراب الفجر لفظ الشيخ العجوز أنفاسه،
ذهب الشاب لإبلاغ النبأ للممرضة، وبينما كانت هي تقوم بإجراءات وأوراق الموت، سألها الشاب:


من هو ذلك العجوز المتوفى؟!
فأجابت في ذهول: انه أبوك!، فقال: لا، انه ليس أبي، فسألته: ولماذا لم تقل ذلك؟!
فقال: لقد أدركت أن هناك خطأ، ولكنني عرفت من عينيه التي لا ترى شيئاً انه في حاجة إلى ابنه، وهو لا يعرف ولا يدرك إن كنت أنا ابنه أم لا، وهكذا بقيت إلى أن توفاه الله، وهو قرير العين.


قدِّم الخير لمن يحتاجة تجد من يقدم لك الخير من حيث لا تحتسب